!قهوة رمضان… قصة بدأت منذ قرون
مقالات

!قهوة رمضان… قصة بدأت منذ قرون

القهوة ليست مجرد مشروب في رمضان، بل هي تقاليد متوارثة، ورفيق السهرات الرمضانية، وعنوان الكرم والضيافة. منذ مئات السنين، كانت القهوة جزءًا لا يتجزأ من الأجواء الرمضانية، حيث تجمع العائلات والأصدقاء بعد الإفطار في جلسات عامرة بالمحبة والدفء. ولكن، كيف بدأت هذه العادة؟ وكيف أصبحت القهوة ركنًا أساسيًا في ليالي رمضان؟

القهوة في المجالس الرمضانية القديمة:
بدأت علاقة القهوة برمضان منذ ظهورها في العالم العربي خلال القرن الخامس عشر، عندما أصبحت المقاهي التقليدية مكانًا رئيسيًا لاجتماع الصائمين بعد الإفطار. كانت هذه المقاهي تقدم القهوة التركية والعربية، وكانت تُعتبر مركزًا للنقاشات الدينية والثقافية، حيث يجتمع العلماء والشعراء ورجال الدين لمناقشة مختلف القضايا أثناء تناول القهوة.

وفي الدولة العثمانية، كانت القهوة جزءًا أساسيًا من ضيافة السلاطين خلال ليالي رمضان، حيث كانت تقدم مع الحلويات الشرقية مثل البقلاوة والكنافة، وهي عادات ما زلنا نراها حتى يومنا هذا.

القهوة بعد الإفطار… طقس لا يتغير:
منذ القدم، اعتاد الناس على تناول القهوة بعد الإفطار مباشرة، لأنها تساعد على الهضم وتمنح الجسم دفعة من النشاط بعد ساعات الصيام الطويلة. كما كانت القهوة وسيلة لاستكمال السهرات الرمضانية، حيث تساعد عشاق القهوة على البقاء متيقظين خلال التراويح والقيام، مما جعلها مشروبًا مثاليًا لهذه الأوقات الروحانية.

أما اليوم، فلا تزال القهوة المشروب المفضل بعد الإفطار في معظم الدول العربية والإسلامية، حيث تتنوع طرق تحضيرها بين القهوة العربية، القهوة التركية، والإسبريسو، لكن جميعها تشترك في دورها كعنصر رئيسي في التجمعات الرمضانية.

القهوة… عنوان الضيافة الرمضانية:
لا تكتمل أي زيارة رمضانية دون تقديم القهوة! فقد جرت العادة في المجتمعات العربية على تقديم القهوة كأول مشروب ترحيبي للضيوف، خاصة بعد الإفطار أو خلال السهرات الرمضانية. وتختلف طريقة تقديم القهوة من بلد إلى آخر، ففي بعض المناطق يتم تقديمها مع التمور أو الحلويات الشرقية، بينما يفضل البعض الآخر إضافة التوابل مثل الهيل والقرنفل والقرفة لمنحها نكهة رمضانية مميزة.

أنواع القهوة في رمضان حول العالم:
كل بلد يضيف لمساته الخاصة إلى فنجان القهوة الرمضاني، ومن أشهر الطرق المنتشرة في العالم الإسلامي:

☕ القهوة العربية: نكهة تقليدية غنية، غالبًا ما تُقدم مع التمر في المجالس الخليجية والبدوية.
☕ القهوة التركية: القهوة الأكثر شهرة في السهرات الرمضانية، تُقدم بأحجام صغيرة مع القليل من السكر.
☕ الإسبريسو والمشروبات الحديثة: في السنوات الأخيرة، أصبح البعض يفضل الإسبريسو واللاتيه كخيار سريع بعد الإفطار.

القهوة والسحور… هل هي خيار جيد؟
يعتقد البعض أن شرب القهوة على السحور قد يسبب الجفاف أو التعب أثناء الصيام، لكن الأمر يعتمد على طريقة تناولها. ينصح الخبراء بشرب كمية معتدلة من القهوة في السحور، وتجنبها تمامًا قبل النوم لتفادي الأرق. يفضل أيضًا تناول القهوة الخالية من السكر للحفاظ على مستوى الطاقة خلال النهار.

قهوة رمضان… تراث يستمر:
سواء كنت تفضلها عربية، تركية، أو إسبريسو، تظل القهوة جزءًا لا يتجزأ من الأجواء الرمضانية، تجمع بين العائلات، تضيف نكهة خاصة للجلسات، وتضفي دفئًا على ليالي رمضان. فمنذ قرون وحتى اليوم، لا تزال القهوة رمزًا للضيافة والكرم، ورفيقًا لليالي الصيام الطويلة.

الأدوات الأساسية لتحضير قهوة الفلتر المثالية في المنزل